Blog

حصن الوطن المتين

كتب : د. فاروق الدخميسي

في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، يصبح تماسك الصف الوطني ووحدة الهدف ضرورة قصوى لحماية أمن مصر القومي، إن الاصطفاف خلف القيادة السياسية ودعم قراراتها التي تستهدف صون هذا الأمن ليس مجرد خيار استراتيجي، بل هو حائط الصد الأول في مواجهة الأخطار الوشيكة.

يمثل الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل، الذي يتجاوز الحدود العسكرية ليشمل الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والمعلوماتي، مسؤولية جماعية، ولا يمكن تحقيق هذا الأمن المنشود بانفصال عن رؤية واضحة وقيادة رشيدة تتخذ القرارات الصعبة والمصيرية، وعندما يلتف الشعب حول قيادته، مؤمنًا بحكمتها وحرصها على مصلحة الوطن، تتولد قوة دفع هائلة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص وتعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية.

إن دعم القرارات السياسية الصادرة لحماية الأمن القومي يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات التي تواجهها البلاد، سواء كانت هذه القرارات تتعلق بمكافحة الإرهاب، أو تأمين الحدود، أو تعزيز القدرات الدفاعية، أو حتى تبني سياسات اقتصادية واجتماعية تخدم الاستقرار الداخلي، فإن هذا الدعم الشعبي يمنح القيادة قوة وثقة أكبر في تنفيذ خططها وتحقيق أهدافها.

علاوة على ذلك، فإن التعبير عن الوحدة الوطنية من خلال دعم القيادة يبعث برسالة قوية إلى الخارج مفادها أن مصر تقف صفًا واحدًا في وجه أي تهديدات أو محاولات لزعزعة استقرارها، هذه الوحدة تعمل كقوة ردع ذاتية، تقلل من فرص المغامرة من قبل أطراف خارجية تسعى للنيل من أمن البلاد ومصالحها.

إن التاريخ مليئ بالأمثلة التي تؤكد أن الدول التي استطاعت الحفاظ على وحدتها الداخلية والاصطفاف خلف قيادتها في أوقات الأزمات، كانت أكثر قدرة على تجاوز هذه الأزمات والخروج منها أكثر قوة ومصر، بتاريخها العريق وحضارتها الراسخة، تمتلك من المقومات ما يمكنها من تحقيق هذا التوحد المنشود.

لكن هذا التوحد لا يعني غياب النقد البناء أو الاختلاف في وجهات النظر، فالمجتمع الحي يتميز بحوار صحي ومسؤول، إلا أن هذا الحوار يجب أن يصب في نهاية المطاف في خانة دعم الجهود الوطنية الرامية إلى حماية الأمن القومي وتعزيزه، خاصة في القضايا المصيرية التي تتطلب موقفًا موحدًا وصلبًا.

في الختام، يمكن القول إن التوحيد خلف القيادة السياسية ودعم قراراتها التي تصب في مصلحة حماية الأمن القومي المصري ليس مجرد واجب وطني، بل هو أيضًا استثمار في مستقبل أفضل للأجيال القادمة، إنه الحصن المتين الذي يحمي تراب الوطن ويصون عزته وكرامته، ويضمن له مكانة مرموقة في محيطه الإقليمي والدولي، فبتكاتفنا ووحدتنا، نستطيع أن نصنع مستقبلًا أكثر أمنًا وازدهارًا لمصرنا الغالية.

تحيا مصر

Loading