بقلم رئيس التحرير / سام نان
يتساءل الناس في كل العالم عن الميعاد الذي لم يحن بعد لإيجاد عقار شافي ومصل واقي لكوفيد-19.
لقد بدأت الإصابات في استراليا في العاشر من آذار/ مارس هذا العام وكان عدد المصابين عشرة أشخاص، وكالموج الذي يعلو ويهبط كان عدد الحالات يرتفع وينخفض، ولكن كان الرقم القياسي المرتفع في 31 تموز / يوليو حيث سجلت التقارير عدد الإصابات 602 حالة ومن هنا أعلنت استراليا حالة الطوارئ وفرض القيود والحجر الصحي للعائدين من خارج البلاد أو حتى من ولاية إلى أخرى.
وبرحمة إلهية انخفض عدد الإصابات حتى كان آخر تسجيل أمس الأول الأربعاء هو 4 حالات فقط.
وإن كان انخفاض عدد الإصابات هو أمرٌ مبشرٌ بالخير، ولكن هل هذا يعني أن استراليا وجدت الحل للقضاء على فيروس كورونا؟ أو هل وجدت علاجاً مناسباً للذين قد أصيبوا بالفعل؟
أخشى أن انخفاض عدد الإصابات هو السكون الذي يسبق العاصفة مثلما حدث في الأشهر الماضية.
ليس تشاؤماً ولكنني أتساءل فقط، لما كل هذا التباطؤ؟
لو سلّمنا بأنه تباطؤ، فسيكون الأمر مخجل لأن استراليا تهتم دائماً بمواطنيها ولا تضحي بهم حتى تتباطأ عن إيجاد المصل الواقي من فيروس كورونا.
وإن لم يكن تباطؤاً او تجاهلاً، فهل هو عدم قدرة الدول العظمى على اكتشاف المصل من هذا الفيروس؟
إنه لأمر مشين أكثر وليس جيداً أن تشير الأصابع نحو الدول العظمى وتدعوهم بالـ «عاجزين» عن إيجاد المصل.
دعوني أتساءل: لقد عرفوا فيروس كورونا ومكوناته منذ أن بدأ انتشاره، وعرفوا بداية تأثيره على جسم الإنسان، وعرفوا مراحل تطوره، وعرفوا ما هي نوعية الأجسام التي تتحمله والنوعية الأخرى التي لا تتحمله، وعرفوا مدة حضانته، وعرفوا كيفية انتشاره.
أي عرفوا تقريباً كل شيء عنه او على الأقل معظم المعلومات، فلماذا لم يتوصلوا إلى العلاج الشافي والمصل الواقي؟.
إن كانت دولة عظمى تحارب أخرى، وعلمت بعض المعلومات القليلة غير الموثوقة مئة بالمئة، يبنون على المعلومات القليلة استيراتيجية للحرب مع الدولة المعادية.
ألم تكفي كل هذه المعلومات التي عرفوها عن كورونا لكي يبدأوا بإعلان الحرب عليها؟
لقد كتب بعض الكُتّاب في بداية انتشار الفيروس، أن هناك سياسة تريدها الدول في التخلص من ربع سكان الأرض على الأقل، وأنا لا أريد أن أصدق هذا، ولكن دعونا نكذّب هذه الأقوال عندما نرى الفعل والعمل الدؤوب.
ربما يقول لنا احد: ان استراليا – بمشاركة دول عظمى – تعمل جاهدة لكي تجد العلاج للمصابين والمصل للذين لم يصيبهم الدور.
ولكن هل هناك بادرة امل، أم تريدون أن اليأس يقتل الناس قبل كوفيد-19؟.