بقلم رئيس التحرير / سام نان
يُحكى أن وباء قاتلاً فتّاكاً قد أصاب مدينةً كبيرةً حتى أن الناس كانوا يموتون بالمئات كل يومٍ.
فأمر حاكم المدينة من العلماء والباحثين أن يبحثوا عن لقاح ومصل لذلك الوباء اللعين.
ولوحظ أن فترةً من الزمان قد مرّت، ولم يُعلن عن اكتشاف المصل بعد، رغم أنهم استطاعوا أن يلمّوا بكل المعلومات عن الوباء وتأثيره المميت على البشر.
فتساءل الناس: «لماذا لم يُكتَشف لقاح لعلاج الوباء بعد، ولم يُكتشف المصل الواقي بعد؟»
لأن الناس كانوا يموتون بالمئات كل يوم.
ورُفِعَت الشكوى لحاكم المدينة، فقال لوزرائه: «أبلغوا الشعب أننا لا نريد التسرع في إيجاد المصل، لأنه في التأني السلامة وفي العجلة الندامة» فلابد أن نجد اللقاح للمصابين ونجربه حتى لا نضر أحداً، كما يجب أن نجد المصل المناسب الذي يضمن حماية الناس تماماً.
فقال له أحد الوزراء: «ولماذا يا مولاي لا نوجِد الحل بسرعة؟ الأطفال فَقدوا والديهم وصاروا أيتاماً، الزوجات فقدن أزواجهن، الأزواج فقدوا زوجاتهم، الآباء والأمهات فقدوا أبناءهم».
فأجابه الحاكم: «إن الشعب كثير، دعنا نتخلص من بعض الناس لكي تروق المدينة من الاكتظاظ».
وفي يوم من الأيام تشاء الأقدار أن يُصاب الحاكم نفسه بنفس الوباء، فطلب من الأطباء أن يسرعوا بإيجاد اللقاح اللازم لعلاجه والمصل الواقي حتى لا تُصاب عائلته أيضاً.
فقال له الأطباء: «يا مولاي.. في التأني السلامة»
فقال الحاكم: أما الآن ففي التأني الندامة.
نعم .. أحياناً يكون في التأني الندامة، كون قادة العالم يتأنون في الإعلان عن إيجاد اللقاح لعلاج كورونا وإيجاد المصل الواقي من الوباء، فهذا يعقبه ندامة ليس بعدها ندامة.
أما الأحداث الجديدة التي طرأت على عالمنا اليوم من انتشار الوباء بصورة أسرع لدرجة أنها أصابت القادة الكبار، فربما تبشر بالخير في أن المصل واللقاح سيُعلن عنهما قريباً، وهو ما ينطبق عليه المثل «مصائب قوم عند قوم فوائد».
فهل كان من الضروري أن يصاب الكبار حتى نجد الحلّ للصغار؟
هل كان من الضروري أن يتجرع الحكام كأس المُرّ حتى يشعرون بالشعوب؟
لا أعني الشماتة، ولكن الله «يضيّق عليهم حتى يشعرون».