القائد الناجح – مصرنا اليوم
روماني منير
القائد.. هو ذلك الشخص الذي يقود غيره في الطريق المستقيمة، وهو الذي يقوم بتعدويل سلوك الآخرين حتى يمكنهم إكمال المسيرة في الحياة.
والقائد الناجح لا بد أن تتوفر فيه مقومات معينة ليكون قائداً ناجحاً.. منها:
1- كن على إطلاع واسع بنمط القيادة الخاص بك:
فالتعرّف على أنماط القيادة يجعلك تختار النمط الأفضل الذي يمكنك من خلاله تحقيق الأهداف المطلوبة من المؤسسة، ويمكنك تجربة أكثر من نمط واختيار النمط الذي يجعلك قائداً مميزاً وقريباً ممن حولك. ولتعرف نمط القيادة الخاص بك عليك أن تسأل نفسك، ما هي نقاط قوتك؟ ما الأمور التي عليك تغييرها بنفسك؟.. ما المهارات التي تمتلكها؟. بعدها يصبح بإمكانك اختيار نمط القيادة المناسب لك.
٢- كن قدوة لمن حولك:
فالقائد القوي هو الذي يعتبر نفسه رئيساً على من حوله ويستفيد من السلطة الممنوحة له لإجبار الأفراد في مؤسسته على تنفيذ الأوامر والتقيّد بالتعليمات دون أن يُلزم نفسه بتطبيق تلك التعليمات، وبالتالي يفرض على الأفراد الالتزام بها خوفاً من سلطته عليهم وليس لكونها أموراً تحقق مصالحهم. لكن القائد المميز هو الذي يجعل من نفسه قدوة لمن حوله ليكسب احترامهم وتقديرهم ويُحفزهم على تنفيذ التعليمات وتطبيقها انطلاقاً من احترامهم له وإعجابهم بقدراته، فتكون سلوكياته وطباعه أنموذجاً محبباً لكل الأفراد ويسعون جاهدين للسير على خطاه من أجل تطوير العمل وتحقيق الأهداف
٣- كن عاطفياً:
القائد القوي هو الذي يدفع الأفراد لتنفيذ الأوامر انطلاقاً من السلطة الممنوحة له، فيكون عملهم روتينياً ويقومون بالواجبات المنوطة بهم سعياً لإرضاء القائد وليس حُباً بالعمل وخوفاً عليه، دون أن يحق لهم السؤال عن أيّ شيء، ودون أن يُؤخذ رأيهم بشيء. لكن القائد المميز هو الذي يعطي الأمر للأفراد وكأنه نصيحة، ويشرح لهم سبب القيام به وأهميته في سير العمل وتحقيق الأهداف، ويؤكد على أهمية دور كل فرد منهم في تحقيق الهدف وتنفيذ الخطة بالشكل الأمثل، وبالتالي يكون قيامهم بالأمر بناء على خوفهم على العمل ورغبة منهم بتحقيق الأهداف المرجوة منهم. من هنا يمكننا القول أن القائد القوي يكون جلّ اهتمامه تنفيذ العمل بغض النظر عن حاجات ورغبات وأهمية مرؤوسيه، أما القائد المميز فهو الذي يُركز على بناء العامل ليكون الأساس في بناء وتطوير العمل، فيستمع لآراء العاملين ويُقدر احتياجاتهم ومساهماتهم، ويثني على إنجازاتهم ليُشعرهم بأهميتهم ويحفزهم على تطوير أنفسهم مما يساهم بتطوير العمل.
٤- كن مستمعاً جيداً:
على القائد المميّز أن يمتلك مهارات التواصل الجيد وفصاحة اللسان والتخاطب والإصغاء، ويُعبّر دوماً عن اهتمامه الصادق بمشكلاتهم والبحث عن حلول جيدة لها، فيُبقي خطوط التواصل مفتوحة دوماً مع مرؤوسيه ليشعروا بأنه معهم في كل خطوة يهتم بهم ويستمع لهم ويُقدّر أعمالهم ويُثمّنها.
٥- كن إيجابياً:
كلنا نعرف أهمية أن تكون شخصاً إيجابياً في الحياة عموماً، وتتضاعف تلك الأهمية عند الحديث عن القادة، فالقائد المتشائم أو المُحبط والكئيب وغير المبالي، يكون تأثيره سلبياً على الأفراد من حوله، مما يؤثر بالتالي على العمل ويُعرقل إمكانية الوصول للأهداف المطلوبة. بالمقابل فإن القائد المتفائل والإيجابي يكون مصدر إلهام لمن حوله، وبالطبع نحن لا نقصد هنا أن يُركز على النصف الممتلئ بالكأس ويُهمل الفارغ، وإنما على القائد المميّز أن يعرف كيف يجد الحل المناسب بأقل الأضرار الممكنة دون إهمال المشكلة، فيدفع الأفراد دوماً للبحث عن الحلّ بدلاً من التركيز على المشكلة، ليتمكّنوا سوية من مواجهة التحديات التي قد تعرقل العمل وينجحوا في الوصول للأهداف المطلوبة.
٦- كن مُشجعاً لمن حولك:
فالقائد القوي غالباً ما يتخذ قرارته دون سؤال من حوله أو طلب مشورتهم، وذلك خوفاً من تشابك الأفكار والآراء، ورغم قدرته على تحمّل مسؤولية ذلك القرار إلا أنه عند اتخاذ قرار فردي يكون قد منع الكثيرين من مرؤوسيه من إبداء آرائهم. بدوره القائد المميّز يُظهر دوماً حبه للعمل الجماعي، ويكرر على من حوله أنّ كلّ فرد هو جزء من فريق متكامل، ورأيه مهم في اتخاذ أيّ قرار، فيطلب دوماً المشورة والنصح ممن حوله ويُرحب بمساهماتهم ويشجعهم على التشاركية في اتخاذ القرار ومناقشة الخطط، مع احتفاظه بالقرار الفصل له، وذلك انطلاقاً من ثقته بأن التشاركية في وضع الخطط واتخاذ القرارت تساعد على الخروج بأفكار مميزة وجديدة، كما تشجع الأفراد على الإبداع دوماً وإعطاء أفكار جديدة لتطوير العمل. القائد المميّز هو الذي يتناقش دوماً مع مرؤوسيه ويمنحهم الفرصة ليعبّروا عن آرائهم ويناقشهم بأفكارهم، وفي حال عدم تطبيق فكرة ما يخبرهم بسبب رفض تلك الفكرة، فإهمال الأفكار دون توضيح سبب ذلك يُحبط الأفراد ويمنعهم من المشاركة من جديد. من ناحية ثانية فقد أظهرت الكثير من الدراسات بأنّ التشاركية في العمل أو أسلوب القيادة الديمقراطية تؤدي لمزيد من الالتزام وتُحسّن إنتاجية الأفراد وتجعلهم مبدعين ونشيطين أكثر.
٧- التنظيم:
يعتمد التنظيم على التنسيق بين مسؤوليات الأفراد، كما أنه يقوم بتحديد كافة الخدمات والمهارات المطلوب توافرها في كل قسم وفي كل إدارة من إدارات المؤسسة.
يقوم التنظيم بتوزيع العمل وتقسيمه على كل شخص بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته لتحقيق أهداف الإدارة المختلفة وبالتالي تحقيق أهداف المؤسسة في النهاية
٨- التوجيه:
يعتمد التوجيه على ترتيب المهام الوظيفية لكل إدارة في جدول، كما يقوم بمتابعة الموظفين أثناء تنفيذ تلك المهام.
يعمل التوجيه على خلق بيئة مناسبة وفعالة للإنتاج، كما يعمل على وضع الفرص المناسبة والجيدة أمام الموظفين والتي تعمل على تحفيزهم.
يتميز التوجيه بأنه يعمل على التأثير في جميع إدارات المؤسسة، كما أن له السلطة على كافة القطاعات داخل أي مؤسسة.
يساعد التوجيه على وجود اتصال بين جميع الوظائف بجميع مستوياتها في أي مؤسسة.
إن الإدارة الناجحة هي:
إتباع كافة الطرق لتوحيد والربط بين أهداف الفرد وأهداف المؤسسة، حيث يجب على قائد المؤسسة إتباع عدد من المقومات لكي يدير المؤسسة بشكل فعال، حتى يحقق الأهداف المنشودة.