بقلم/ روماني منير
مفتاح خروجك من السجن المظلم الذي أفقدك الشعور بكل متع الحياة، ولا يقتصر العلاج من مرض الاكتئاب على مجرد دواء تتناوله فيشعرك بالسعادة وإنما هو ثورة تغيير شاملة في حياتك تتمرد فيها على أفكارك وسلوكك وتخرج من نافذة الضباب لكي ترى الحياة.
كيفية علاج الاكتئاب؟
1. التشخيص الطبي:
أول خطوة في العلاج هي إجراء تشخيص طبي للمريض ومعرفة حدة علامات الاكتئاب، وما إذا كانت حالة الاكتئاب ناتجة عن مرض نفسي أو جسدي، مع إجراء تحليل دم واختبارات الغدة الدرقية للتأكد من صحة عمل وظائفها.
2. العلاج الدوائي:
يتم تطبيق البرنامج الدوائي والمعروف بمضادات الاكتئاب وذلك للتخفيف من أعراض الحزن، فقدان الشهية، التعب، الميول الانتحارية، ومشاكل النوم، حيث تعمل على زيادة إفراز هرمونات السعادة في المخ مثل الأندورفين والسيروتونين فتحسن من الحالة المزاجية، ولكن لا يعد العلاج بالدواء علاج جذري للاكتئاب أو حلا طويل الأمد وإنما هو عنصر مكمل للخطوات العلاجية الأخرى.
مع أدوية مضادات الاكتئاب، مكافحة القلق، علاج الذهان.
وقد تسبب تلك الأدوية آثار جانبية مثل (النعاس، دوخة، ضعف جنسي، جفاف الفم، غثيان، صداع) لذا يتم تناولها لفترة قصيرة.
3. العلاج النفسي:
يتم استخدام العلاج النفسي في أغلب الأحيان في حالة لم يكن هناك سبب جسدي ورائه ويهدف إلى معرفة أسباب الاكتئاب الحاد النفسية التي تدفع إليه وذلك لعلاجه من جذوره، وتعليمك كيفية التعامل معها ومكافحة الاكتئاب.
4. العلاج المعرفي السلوكي:
العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أساليب العلاج النفسي للاكتئاب ويهدف إلى تغيير أنماط وطرق التفكير، مع تغيير طريقة التعامل مع المواقف، ومقاومة المشاعر السلبية ويبلغ عدد الجلسات من 5-20 جلسة تستمر كل جلسة 30 دقيقة.
5. العلاج المغناطيسي :
هو علاج يساعد في تحسين الحالة المزاجية للمريض عبر توجيه نبضات كهربائية لمناطق معينة في الدماغ، ويستخدم في علاج الاكتئاب الحاد والذي تفشل معه طرق العلاج الأخرى، وعلى الرغم من فعاليته إلا أنه ليس حل جذري للاكتئاب و لا يضمن لك عدم عودة نوبات الاكتئاب أو القضاء التام على أعراضه.
6. مجموعات الدعم:
العلاج الجماعي يلعب دور فعال في علاج الاكتئاب وهو عبارة عن لقاءات جماعية تجمع بينك وبين مرضى آخرين تتشاركون فيها مشاعركم السلبية والصراعات التي تمرون بها، ويساعدك كذلك علي الانتماء لأشخاص يشبهونك، تستمع فيها إلى تجاربهم وتحصل علي نصائح تفيدك في خطواتك القادمة وتكسر بذلك دائرة العزلة المفروضة عليك.
هل يمكن علاج الاكتئاب بدون طبيب؟
لا يمكن علاج الاكتئاب وخاصة المراحل الحادة منه بدون طبيب إذا أن العلاج يتطلب برامج دوائية وجلسات علاج نفسي وتأهيل سلوكي لا تستطيع الحصول عليها بدون إرشاد طبي، ولكن لا يمكن إهمال دورك الأساسي في عملية العلاج والذي يحسن بقوة من حالتك الصحية، لهذا فإن هناك عدد من الطرق التي يمكنك القيام بها بنفسك في المنزل إلى جانب الخطوات الطبية والتي تساعدك على الوصول للشفاء التام.
1. الإكثار من الحركة البدنية:
الإكثار من الحركة وممارسة الرياضة يساعد على تنشيط الجسم وتحفيز إطلاق هرمونات السعادة مثل الأندروفين والدوبامين ويخفف من مستويات الاكتئاب وبالتالي يتم تحطيم الأفكار المتعلقة بالإحباط واليأس وعدم القدرة على الحركة.
2. اختلط بالناس:
نعلم أنك تحب العزلة وترفض الاندماج في العالم الخارجي ولكن حاول تدريجيا كسر الدائرة المحيطة بك وحاول الاختلاط بالناس حولك حتى تشعر بالألفة والانتماء، خصص يوميا 10 دقائق للتواصل مع أحد الأفراد واترك لهم مجال الحديث حول أنفسهم حتى لا تضطر للكلام، يمكنك البدء أولا بشريك حياتك، ثم وسع دائرتك لابنك أو أخواتك، ثم وسعها أكثر لأصدقائك وزملائك في العمل.
3. دون أهدافك الرئيسية في الحياة:
الاكتئاب يجعلك تلغي أي أهداف في الحياة ويشعرك بالفشل والإحباط نظرا لعدم قدرتك على تنفيذها، لذا ومن منطلق كسر الدائرة ابدأ بأخذ خطوتك الأولى في تنفيذ تلك الأهداف وذلك بتدوينها على ورقة، ثم ابدأ في تنفيذ الأهداف الصغيرة ثم درجها لأهداف كبيرة.
4. تناول نظام غذائي صحي:
هناك بعض الأغذية التي تزيد من هرمونات السعادة في الجسم تتمثل في الأوميجا 3 الموجودة في المأكولات البحرية وفيتامين د الذي يتواجد بنسبة كبيرة في أشعة الشمس، والتي تعيد ضبط الساعة البيولوجية بداخلك وتجعلك بالتالي تحافظ على مواعيد نومك.
6. خفض وزنك:
هناك علاقة بين السمنة والإصابة بالاكتئاب حيث تعد أحد الأسباب الرئيسية في حدوثه، وعندما يتم تخفيض الوزن وتحسين الصورة الذاتية لنفسك فإن ذلك يحسن من حالتك المزاجية بشكل كبير، صحيح لا يعد علاجا جذريا للاكتئاب ولكنه يمنحك إحساس بالسعادة والرضا.
7. تخلى عن سلوكياتك وعاداتك السيئة:
تلعب المخدرات، مشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، العصبية المفرطة دور بالغ في الإصابة بالاكتئاب لذا يجب التخلي عنه أو تخفيفها قدر الإمكان وفي حالة عدم القدرة على ذلك يتم القيام بأنشطة إيجابية في المقابل حتى تخرج من الدائرة السلبية التي تحبس نفسك بداخلها وتنظر لنفسك بشكل إيجابي وأنك قادر علي القيام بأشياء جيدة أخرى.
8. ركز على الإيجابيات في حياتك:
امتن لنفسك وحياتك وقم بتدوين 3 أشياء يومية في حياتك تقدر وجودها، وليس شرطا أن تكون مميزات هائلة أو غير عادية بل أي شيء إيجابي حتى لو كان معتاد أو طبيعي، مثلا صحتك جيدة، والديك على قيد الحياة، وجود أبناء، امتلاك هاتف وهكذا.
9. فكر في الأسباب التي أدت للاكتئاب:
دون الأشياء الأساسية التي تشكل أزمة في حياتك وتدفعك للاكتئاب، وماذا شعرت وقت حدوثها والأعراض الجسدية التي شعرت بها، كالتعرق، الارتعاش، واحمرار الوجه، واوصف مشاعرك وقتها بكلمات حقيقية ودقيقة تتناسب معها، وماذا فكرت وقتها وانطباعاتك عن الأشخاص والموقف، وما هي ردة فعلك تجاه الموقف حتى تدرك المشكلة وتغيير طريقة تعاملك معها.