الاستثمار الشخصي
يختلف مفهوم الاستثمار الشخصي عن استثمار الشركات عن الاستثمار القومي؛ فلكلٍّ مفهومه وأهدافه وعوائده. لكن بالحديث عن الاستثمار الشخصي، فنحن نعني أن تستثمر بداخل محيطك بهدف أن تحصل على عوائد تُحقِّق بها أهدافك. قد يكون الاستثمار الشخصي ذاتيًّا من خلال التعلُّم، وقد يكون في اقتطاع جزءٍ دوري من أموالك بهدف شراء الأسهم والحصول على عوائد دورية، وقد يكون حتى بهدف الحصول على معاشٍ بعد التقاعد.
غير أن هناك الكثير من الأخطاء التي يرتكبها البعض قبل الدخول إلى عالم استثمار الأموال وشراء الأسهم، وهو ما سنعرضه لكم في المقال التالي.
أخطاء يقع بها البعض قبل البدء في الاستثمار:
الخطأ الأول:
توقُّع الكثير أو تبنِّي توقعات شخصٍ آخر أفضل شيءٍ يمكن لأيِّ مستثمرٍ فعله هو الحفاظ على سقف توقعاته الخاصة بعيدًا عن التوقعات المهولة وغير الواقعية، التي يستمر مستشارو الاستثمار في إطلاقها طوال الوقت دون الاستناد إلى أي أسبابٍ حقيقية. ببساطة، لا أحد يمكنه توقُّع سير سوق الأسهم على المدى البعيد، حتى وإن كان سيره في طريقٍ صاعد طوال الوقت. ولنأخذ أزمة عام 2008 الاقتصادية مثالًا، عندما أجزم الجميع بأنَّ سوق الاستثمار العقاري هو السوق الأقوى بالعالم، وأنه أشبه بمعجزةٍ لا يمكنها الانهيار.
لكن ماذا حدث؟
في عام 2007 بدأت شرارات الاشتعال الأولى في الظهور عندما توقف أصحاب المنازل عن دفع رهونهم العقارية، ونتج من ذلك عجز كبير بأضخم البنوك العالمية، مما أدى بها في النهاية بعد عامٍ واحد إلى إعلان إفلاسها، ومن ثمَّ حدوث الأزمة الاقتصادية التي تسببت في خسارة المليارات، وفقدان الوظائف، بل إن أكثر من 20 مليون شخصٍ في الولايات المتحدة فقدوا منازلهم.
الخطأ الثاني:
غياب الأهداف الواضحة بالنسبة إلى معظم الناس لا يشكل وجود هدفٍ استثماري أية أهمية، لكن همهم الأكبر هو الحصول على دخلٍ ثابت بعد التقاعد. حسنًا، إن كنت ستفعل ذلك فسيكون من الأفضل لك أن تتجه إلى إحدى خطط الضمان الاجتماعي التي تقدمها الكثير من الشركات، إذ إن غياب الأهداف الواضحة لن يعود عليك سوى بالخسائر.
الخطأ الثالث:
غياب التنوع لديك 10 آلاف دولارٍ وقررت أن تبدأ في استثمارهم، وبسرعة اشتريت عددًا من الأسهم من شركةٍ واحدة بكلِّ المبلغ، أو وضعتهم كلهم في مشروعٍ واحد.
الآن أخبرني ما سيحدث إن انخفضت قيمة تلك الأسهم أو خسر ذلك المشروع؟
ستخسر كل أموالك، أليس كذلك؟
الخطأ الرابع:
التركيز على نوعٍ واحد من الأداء كما ذكرنا في النقطة الأولى، لا أحد يمكنه أن يتوقَّع أداء الأسواق العالمية. لنفترض أنك اشتريت مجموعة أسهمٍ بشركةٍ ما بقيمة 100 ألف دولار، واستيقظت صباح أحد الأيام كي تجد انخفاض 6% في قيمة السهم، ممَّا يعني أنك قد فقدت للتوِّ ستة ألاف دولار، وهو ما يكفي لذعرك وجعلك تتخذ قراراتٍ خاطئة قد تعني خسارةً كبيرة بعد ذلك لمجرد أنك اتخذت فعلًا مبنيًّا على أداء يومٍ واحد.
الخطأ الخامس:
الشراء بسعرٍ عالٍ والبيع بسعرٍ منخفض دائمًا ما تخبر الغرائز البشر بأن يسرعوا في شراء تلك الأسهم التي أدت بشكلٍ جيد في الفترة القليلة السابقة؛ فزيادة 10% في خلال أيام يُعدُّ شيئًا مثيرًا حقًّا وسوف يجذب الكثير من المستثمرين.
من ناحيةٍ أخرى يسرع معظم الأشخاص في بيع الأسهم الخاصة بهم بمجرد أن تنخفض، وبعد ذلك بفترةٍ قليلة نجد تغيُّرًا عكسيًّا في سوق الأسهم فيخسر الاثنان.
الخطأ السادس:
الجهل بطريقة سير الأمر الكثير من الأشخاص يتجهون إلى استثمار أموالهم في مشروعاتٍ أو شركات لا يعرفون إطلاقًا كيف تعمل. إذن، كيف سيُقرِّرون ما إذا كانت ستربح تلك الاستثمارات أو ستخسر؟
وكيف يتخذون قراراتهم بالاستمرار أو التوقف؟
ببساطةٍ لن يعرفوا ما داموا لم يجمعوا المعلومات الكافية عن تلك الشركات، وكل ما سيفعلونه هو اتباع التيار، وهو شيء خاطئ تمامًا.
الخطأ السابع:
الاعتماد على عواطفك الاعتماد على العواطف هو أسوأ شيء يمكنك فعله في عالم الاستثمار؛ فهي دائمًا ما تخبرنا بالكثير من الأشياء الخاطئة التي لا تستند إلى أي دليل، كأن تكون خائفًا من المستقبل فتبيع الأسهم الخاصة بك، أو تصاب بالغضب من هبوطٍ مفاجئ في قيمة السوق، أو حتى الندم على عدم الشراء عندما انخفاض سعر السهم. كيف تتجنَّب الوقوع في تلك الأخطاء؟
تجنُّب الخطأ الأول:
لا تتوقَّع الكثير حاول قدر الإمكان ألا تتوقع الكثير، أو تجنَّب توقُّع الربح المتواصل لا سيما في بداية الأمر، وتجنَّب تمامًا الاعتماد على آراء الآخرين قبل أن تبحثها، ولا تنسَ الابتعاد عن وسائل الاخبار؛ فهي لن تعطيك إلا الأخبار الكاذبة.
تجنُّب الخطأ الثاني:
ضع أهدافًا واضحة إن كنت تستثمر لأسبابٍ أخرى بجانب الحصول على الدخل بعد التقاعد فعليك أن تضع أهدافًا واضحة، وتُحدِّد مدى المخاطر التي يمكنك تحمُّلها طوال الطريق.
تجنُّب الخطأ الثالث:
نوِّع استثماراتك التنويع في الاستثمار يعني أن تضع أموالك في أكثر من جهةٍ واحدة. ومن الناحية المثالية يكون أفضل شيءٍ هو شراء أنواعٍ مختلفة من الأصول التي تتمثل في السندات النقدية وأسهم الشركات والأسهم العقارية. المنطق بسيط؛ فانخفاض واحدٍ من هذه الأصول لا يعني أنك ستخسر جميع أموالك.
تجنُّب الخطأ الرابع:
ركِّز على المدى البعيد وضع المخاطر في الاعتبار ما يهم حقًّا في الأمر هو أداء السوق على المدى البعيد، لأنَّ ذلك ما يضمن لك الربح الفعلي -على الرغم من أن الأمر وعر ويتضمَّن مخاطرةً أيضًا كما حدث في سوق العقارات، لذا ركِّز على المدى البعيد، وضع المخاطرة في الاعتبار.
تجنُّب الخطأ الخامس:
تحلَّ ببعض الصبر تكرار ذلك النهج باستمرارٍ لن يعود عليك سوى بالخسائر، إذ إنه معتمد على العاطفة والغريزة البشرية بشكلٍ أساسي. فقط تحلَّ ببعض الصبر وراقب سير السوق قبل أن تأخذ أي قرار.
تجنُّب الخطأ السادس:
ابحث قدر الإمكان اجمع أكبر قدرٍ من المعلومات عن المكان الذي سوف تستثمر به، فكلما علمت كيفية سير الأمر فيه كانت قراراتك أدق وأقرب إلى الصواب.
تجنُّب الخطأ السابع:
اعتمد على الأدلة الفعلية لا العواطف بمجرد أن تدخل علم الاستثمار وعلم الاقتصاد ضع العواطف جانبًا وتجاهلها تمامًا، واعلم جيدًا أن الاعتماد على الأدلة الحقيقية القائمة على الدراسات والمعلومات هو أفضل ما يمكنك فعله.