بقلم / د مصطفي راشد
أن الإيمان بالإسلام فقط لا يدخل الجنة، لقول الله تعالي ووصفه للمؤمن المسلم في سورة البقرة بقوله تعالي ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) ص ق أي أن المؤمن المسلم هو من يؤمن بالله وملائكته وكل كتبه المعلومة مثل القرآن والإنجيل والتوراة وايضا بغير المعلومة، وايضا أن يؤمن بكل رسله لا يفرق بين احد من رسله اي لا يحب أحدهم أكثر من الآخر ولا يرفع شأن أحدهم على الباقين، لأن جميعهم أنبياء الله – – – – – لكن هناك فهم خاطيء منتشر لفهم بعض الآيات مثل قوله تعالى في سورة آل عمران آية ١٩ ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) وايضا قوله تعالى ايضا في آل عمران آية ٨٥ ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ص ق فهذه الآيات وغيرها التي تتكلم عن الإسلام للأسف قد فهمت خطأ وتم تفسيرها من البعض بغير معناها ؛ حيث قالوا ان الآيات تحدد الإيمان بالإسلام المحمدي فقط للقبول عند الله ودخول الجنة ؛ وهذا فهم خاطيء لو صح لحدث تضارب وتناقض حاشا لله بالقرآن فكيف يأمر في موضع بالإيمان بكل الكتب وكل الرسل ثم يأمر في موضع آخر بالإيمان بأسلام النبي محمد ص فقط.؛ لكن التفسير الصحيح للآيات التي تحدد الإسلام هو انها تتكلم عن التسليم لله والإيمان به ولا تقصد الإسلام الخاص بالنبي محمد ص فقط.؛ وإلا اصبحنا ايضا أمام مشكلة أخرى في قوله تعالى بسورة آل عمران ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) ص ق؛؛؛ فكيف يكون ابراهيم مسلما قبل نزول الإسلام المحمدي بحوالي ٣٥٠٠ سنة لكن المقصود أن ابراهيم لا ينتمي لدين معين ولكن اسلم وجهه لله وأمن به ايضا قوله تعالي عن سيدنا سليمان في سورة النمل 44 ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ص ق فهنا ملكة سبأ تقول أنها أسلمت مع سليمان قبل ظهور الإسلام بأكثر من الفي عام وهو مايؤكد أن كلمة الإسلام بالقرآن لا تعني الإسلام المحمدي لكن من أسلم وجهه لله وآمن به ايضا قوله تعالي عن سيدنا يوسف وأنه تمني أن يموت علي الإسلام في سورة يوسف آية 101( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) ص ق وقد قال يوسف ذلك قبل ظهور الإسلام بأكثر من الفي عام ؛؛ ايضا قال القرآن الكريم بكل وضوح عن اديان الله في قوله تعالي فى سورة البقرة ٦٢ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ص ق حيث أكدت أن أتباع هذه الأديان الالهية لا خوف عليهم ولهم أجرهم كل من يعمل منهم صالحا ؛. ايضا لو كان الإسلام هو الديانة الوحيدة لما ظل النبي ص ١١ سنة من البعثة يدعو للتوحيد ولم يذكر كلمة عن الإسلام قبل العام ١١ من البعثة ؛. لذا ولكل ذلك فمن لايؤمن بكل الآديان وكل الرسل وكل الكتب بالتساوي دون تفضيل او اعلاء دين على دين أو رسول على رسول فلن يرى الجنة لأنه خالف امر الله القاطع الدلالة فى الإيمان بكل الرسالات السماوية بالتساوي ولا يفرق بينهما لكن المشكلة اتت من الفهم الخاطئ لبعض رجال الدين عن الإنجيل والتوراة معتقدين خطأ بتحريفهما .
د مصطفي راشد عالم أزهري وأستاذ القانون وقاض سابق ومفتي استراليا ونيوزيلندا واتستاب 61478905087 + ت مصر 01005518391