قبل عقدين من الزمان وفي مثل هذه الايام استيقظ الشعب الامريكي علي خبر زلزل العالم باسره وقد تناقلت وسائل الاعلام الخبر الذي كل من سمع عنه طنت اذناه وارتعشت ركبتاه وارتخت يداه الا وهو الحادث الارهابي الغير مسبوق طائرتان مدنيتان يقلهما ارهابيون ينتمون الي حركة طالبان وقد قاما بأختراق وتدمير اعلي برجين في امريكا والعالم وكانت النتيجة موت الاف الضحايا كان ذلك الحدث فى صباح الثلاثاء ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ هذا بخلاف الطائرة الثالثة التي اقتحمت مبني البنتاجون والرابعة سقطت قبل وصولها الي مبني الكابتيول . هذا الحدث الذي لفت انظار العالم كله لكونة اكبر حدث ارهابي علي مستوي العالم في القرن الواحد والعشرين وقف الخلق ينظرون يتاملون فيما حدث لاعظم قوة في العالم كيف تسقط بين براثن الارهاب اللعين وتفقد نحو ثلاثة الاف مواطن امريكي, فيما أعلنت حركة طالبان وزعيمها أسامة بن لادن ومن قلب جبال قندهار فى أفغانستان، مسؤوليتها عن الحادث ومن هنا أعلن الرئيس الأمريكي حين ذاك جورج دبليو بوش، بعد أقل من شهر من الهجمات الارهابية ،حربه علي الارهاب وغزو أفغانستان مدعوما من التحالف الدولي، للقضاء على تنظيم “القاعدة” وإلقاء القبض على اسامة بن لادن.الامر الذي دام سنين دون جدوي الي ان جاء يوم واعلن فيه عن مقتل اسامة بن لادن وكان ذلك في 2 مايو 2011 وتهللت امريكا بهذا الحدث الذي شفي غليلها وربما كان اشرف لامريكا ان تترك افغانستان بعد مقتل اسامة بن لادن . من ان تترك اليوم دون ادني شرط او قيد وقد اعتراها العار بل كل العار وان هزيمة خروجها من افغانستان اقوي من سقوط البرجين فيوم دخولها ,هو نفسه يوم خروجها ,فهي دخلت يوم ان كان طالبان تحكم افغانستان ويوم خروجها هو يوم عودة طالبان ان خبر انسحاب امريكا من افغانستان يضاهي خبر سقوط برجي التجارة العالمي ..وقد ذكر تقرير لجامعة براون الأمريكية أن تكلفة “الحرب على الإرهاب” التي بدأت قبل عقدين من الزمان تصل إلى اكثر من 6 تريليون دولار كما يُقدر عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا بأكثر من 7 آلاف جندي.
وبعد العشرين عام نتسائل ما هي الحصيلة النهائية التي حققتها امريكا فيما تدعوه “الحرب على الإرهاب”، الذي أعلنه الرئيس بوش الابن في تعقب تنظيم “القاعدة”وطالبان وجعل مكافحة الإرهاب من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية ؟ اما انسحابها اليوم من الاراضي الافغانية وعودة طالبان يضع علامات استفهام لاحصرة لها . ونتسائل هل امريكا بهذا الغباء ؟
الاتعلم امريكا ان طالبان ان ظلت في الحكم فسوف تعود افغانستان لتكون وكر ومفرخة للارهاب في العالم كله ؟ بالطبع تعلم ! هل نسيت او تناست 11 / 9 / 2001 وقد وصلت الخسائر الاقتصادية إلى 123 مليار دولار تقريباً بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي بالطبع لاتنسي !, الا تعلم امريكا ان طالبان وتنظيم القاعدة وجهين لعملة واحدة وسوف تنضم لهم وتكون تحت عباءتهم الكثير من الجماعات المتطرفة والمتشددة , بالطبع تعلم وتدرك !
الا تعلم امريكا ان خلال تواجدها في افعانستان خرجت جماعات متشددة علي نهج تنطيم القاعدة وطالبان في العالم كله. بكل تأكيد تعلم !
هل الحزب الديمقراطي الامريكي وراء كل هذه الاحداث ؟. وقد حقق بالفعل دوره في نشر الارهاب بكل صوره فيما يسمي بالربيع العربي وذلك من خلال تواجد القوات الامريكية في افغانستان !
كيف استقبل الشعب الامريكي هذا الخبر ؟ هل اعتبره هزيمة ام انتصار وان كانت هزيمة اليست هذه هزيمة اشنع من سقوط برجين التجارة الامريكية ؟ اما وان كان انتصار في صورة هزيمة, فامريكا استطاعت ان تلعب بالعالم من طرف واحد
وقد يكون هذا هو السر من وراء رحيل امريكا من افعانستان وعودة طالبان للحكم ؟ وقد حققت امريكا اهدافها ؟ وحصلت علي ضمانات بعدم التعرض لها ؟ لتجعل من افغانستان فزاعة للعالم. فيما ذكر رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير الذي قاد بلاده للحرب في افغانستان مع الولايات المتحدة ان قرار الانسحاب من افغانستان قرار مأساوي وخطير . هذا ما ذكره .. قد يكون مأساوي علي كل دول العالم عدا امريكا . وقد يكون مأساوي علي امريكا والعالم هذا ما سوف تجيب عنه الايام القادمة .
وعلينا ان نقرأ التاريخ ونعلم يقينا ان هذه الدولة( افغانستان ) سوف تكون ملاذا امنا لكل الجماعات المتطرفة بعيدا عن الوعود الواهية لطالبان .ولكن بطبيعة ارضها وتضاريسها سوف ينموا ويكثر انتاجها وسوف تغزوا سوق الارهاب العالمي وعلينا وعلي كل دول العالم ان تحرص كل الحرص من سياسات افغانستان التي قد تكون مدعومة من امريكا وقد تسعي في الايام القادمة بالاعتراف بها كدولة .وعلي المجتمع الدولي ان يعي الدرس . ويتعلم من مصر التي عانت الكثير والكثير من هذا الارهاب ولولا الارادة الالهية واردة الشعب المصري وخروجهم في ثورة 30 يونية لظلت مصر تحت وطأة الارهاب والارهابيين ولكن شكرا وحمدا لله لانه اعتقنا من نير الارهاب وعلينا ان نعي جيدا لطالبان واخواتها وكل اذرعها الارهابيه الممدوه الظاهرة منها والخفية وايضا الاذرع الممدوة لها سواء من دول اجنبية او عربية وادعو دول العالم كله ان يحزو حزو مصر في محاربة الارهاب حفظ الله مصر شعبا وجيشا ورئيسا
د.ق/ جرجس عوض
راعي الكنيسة المعمدانية القاهرة