بقلم / نبيل بطرس

نعم تلك هي الحقيقة .. أنت لست فى فكره ولست أنت شغله الشاغل .. ولست في حساباته من الأساس !! .. أنت لست المقصود من كل ما يفعله لأجل إرضاءك .. فهو كل ما يفعله إنما لهزيمتك .. إبليس فقط هو يحاول جاهداً وبكل الوسائل الممكنة والغير ممكنة أن يحشد أكبرعدد ممكن أن لم يكن يريد أن يحشد الجميع إليه كأصوات الناخبين في من يربح المعركة بالنهاية .. إنه فقط يريد أن يُظهر الله في صورة ضعيفة ذاك بسبب أن الذين يعبدونه سوي القليل مقارنةً بالأعداد الخفيرة التي معه .. نحن أرقام في حساباته .. كم مقابل كم ؟!!!!! ..
كلنا نعلم أن إبليس كان ذو رتبة عالية من رتب الملائكة ولكنه بكل كبرياء أراد أن يصير عظيما وأن يصير فوق الله لذلك سقط من رتبته .. ولكنه بعد هذا السقوط العظيم إلا أنه لا يزال يصر علي كبرياؤه وأنه الأقوي وأن العالم أجمع في قبضة يده .. فتراه يقوم بكل ما ينبغي ليلبي طلبات من يريد إتباعه .. يعمل علي أن يكثر من أخطائه ويجمع كل هذه الأخطاء مجمعة في صندوق كالصندوق الأسود حتي وأن فكرأي شخص أن يتحرر من براثنه ويريد الفكاك منها فتجده وبكل شراسة محاولاً اصطياده واسقاطه في شباكه مرة أخرى ويذكره بأخطائه التي لا يمكنه أن يواجهها ويذكره بعهده معه مقابل ما يريد فيرتعب ويظل تحت وطأته ..
تجده يلهب شخصاً ما بشهواته التى ينغمز فيها فتصير كالنار الآكلة لا تشبع .. كالنار كلما أشعلتها بالحطب ( الرغبة ) زادت في الاشتعال بل تطلب المزيد والمزيد لتصير ملتهبة ومتوهجة .. إبليس اليوم غير أمس إذ أنه يطور من نفسه ومن أدواته .. أعتقد أن لا أحد ينكر أنه بارع جدا في ذلك حتي أنه نجح أن يٌسقط الكثيرين .. المتعلمون جداً وأيضاً البسطاء فكرياً .. جعلهم ناقمون علي كل شيء .. متمردون .. تبنوا أفكاراً ونظريات غريبة وبعيدة كل البعد عن الطريق الصحيح الذي خٌلق الانسان لأجله .. فصاروا يروا أنه في طاعة الله عبودية !!! .. وفي عصيانه الحرية الإنسانية !! .. فظهر لنا بتبريرات عجيبة والأعجب من تبناها .. تركوا العقل والطبيعة واشتعلوا باحثين عن أمور تٌرضي رغباتهم .. صارت كل دوافعهم لخدمة مصلحتهم ..
الله حينما خلق الانسان إنما خلقه ليتمتع بنعمة الوجود وإبليس وكل أعوانه يعمل علي إفساد كل ذلك .. لقد نجح أن يغير حال الانسان وجعله يرضى بكل أخطائه بل وأن يتصالح معها حتي صارت تلك الأخطاء كيانه الشخصي !!! .. ولأن إبليس يهمه الكم والعدد فأنه حين يلقي بفكرة في رأس انسان تجده يلقي مثل تلك الفكرة في رؤوس آخرين وفي أماكن مختلفة وبعيدة حتي وأن صار العالم في هذا الانفتاح الذي ماهو نحن عليه الآن تجد قنوات متواصلة بين الأشخاص الذين يتبنون مثل هذه الأفكار .. فأصبح الشخص ليس فرداً وإنما مجموعة هائلة تتبني مثل هذه الأفكار ويدعمونها ويجدوا مبرراً للدفاع عن وجودها !!! ..
جعل لمن هم ذو إرادة مسلبوا الإرادة .. استراحوا لهذا السلب وهم في غير وعي وعلي النقيض تجدهم عندهم الإرادة في الاستمرار في الخطأ وأصحاب حجة قوية كحق طبيعي لكل انسان أن يحيا كما يريد حتي ولو كان عكس الطبيعي !!! .. بعد كل هذا نسمع أن من لا يعمل هو انسان كسلان وأن الكسل من الشيطان !!! .. هو لا يهدأ ويعمل بلا هوداة كيف بعد كل هذا نصفه بالكسل والتراخي !!!!! .. أنه لا يدع الفرصة تفوته في الإيقاع بأكبر عدد ممكن .. أنه لديه من الصبر أن ينتظر شخص منذ مولده وحتي يكبر ويصير قدوة لأي حد ثم بغتة يتحول هذا الشخص من شخص جيد ناجح في المجتمع ويسمع له الكثير لشخص يتبني أفكاراً غريبة وتجد من كان يسمع له يؤيدوه تأييداً أعمي .. فبدلا من أن يٌسقط شخصاً واحداً صارشخصاً واحداً يٌسقط الكثيرين .. جنَد الأشخاص معه وبدلاً من أنهم أتباعه صاروا أعوانه !! .. نجح في أن يلفت الأنتباه ويجذب الكثير لبراثنه حتي وإن سقطت في شباكه صرت أنت الفريسة وحصادك هو مراً وذلاً .. رغبة غير مشبعة .. علاقات غير صحيحة .. عبودية تحت عنوان الحرية الإنسانية .. صارت حياتك ومتعتك وأفكارك كلها في يده فصار الانسان يبحث ويبحث عن المزيد للإشباع ولا إشباع ..
كل هذا فقط ليحشد الجميع في صفه ليعلن انتصارته أمام الله في مشهد كمن يشن الحرب فينصب نفسه ملكاً علي هذا العالم وله أعوان وأتباع كثيرين .. يستعرض قوته وقواته ويتباهي بأعماله ونشاطه ونجاحه في حشد مثل هذا العدد الهائل وأنه عن جدارة يستحق أن يكون هو المعبود وليس الله لأنه نجح في تشويه خلقة الانسان فصار ليس بالصورة التي عليها خلقه الله !!! .. هو لا يدع شخصاً يتحرر من شباكه إذ أنه مع كل شخص يرضخ له صارت هناك إتفاقية بينه وبين إبليس ضمنياً أن يسلبه إرادته وعقله فيطيعها إبليس كما يشاء .. كل ذلك إنما يفعله ليس حباً في الشخص ولكن إنتقاماُ لسببين جوهريين.. الأول حقداً حيث حينما يقرر الشخص بعد كل تلك الأخطاء التوبة والتحرر منه فإنه يجد قبول الله للتوبة في أي وقت فهو يسعي لأن يموت الانسان في شره لأنه حينما أخطأ إبليس لم تكن له فرصة التوبة .. أما السبب الثاني الخوف من الشعور بالهزيمة بعد كل تلك المحاولات لينتصر يجد نفسه وأنه خسر شخص كان بالنسبة له رقم ..
قد سبق وتحدثنا عن أشباه العلاقات في حياتنا وهي العلاقات غير الكاملة وهنا أٌؤكد علي ضرورة أن لا نكون في علاقتنا بالله في مثل تلك الحالة .. تعبد بلا إيمان .. يأس وعدم رجاء .. ولكن لكي نكون في علاقة جادة وحقيقة مع الله يجب أن نثق في قدرته .. أن تنير من أنفسنا (( فإن الله لا يغير ما بقوم مالم يغيروا هم من أنفسهم )) .. فلا يغلبنك الشر بل الخير .. إذ أنك في كل مرة تندم فلا تقنع نفسك بأنك متصالح مع نفسك في هذا الخطأ .. بمجرد أن تجلس لنفسك وتسأل ما نهاية كل هذا !!!! نعم هو سؤال استنكارى لأنه ليس له أي إجابة .. فقط صدي أفكارك في عقلك تارة وتأنيب الضمير تارةً أخرى .. يستحيل أن تكون في عشرة حقيقية مع الله وتداعب الخطية أو ترتشف من وصايا الله وكأس الشيطان معاً

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com